6 Ekim 2017 Cuma

مَنْ نَسِيَ اللهَ يَنْساهُ اللهُ


الولاية: عموم الولايات

التاريخ: 06. 10. 2017


مَنْ نَسِيَ اللهَ يَنْساهُ اللهُ

إخْوانِيَ الأعِزّاءُ!

وَرَدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ"[1].

إِخْوَتِيَ الأعِزّاءُ!

جَميعُنا بَشَرٌ، نَنْشَغِلُ بِالحَياةِ فَنَنْسى أَحْياناً أَحِباَّئَناَ وَأَصْدِقاءَنا وجيرانَنا، وأَحْياناً أُخْرى نَنْسى أَقارِبَنا وإخْوانَنا واليَتامى والمُحْتاجينَ، وَأَحْياناً نَنْسى أَنْفُسَنا ومُحيطَنا ومَسْؤولِيّاتِنا. وَالأَسْوَأُ مِنْ هَذا كُلِّهِ أَنْ يَنْسى الإنْسانُ الغايَةَ والحِكْمَةَ مِنَ الخَلْقِ. وَالخُسْرانُ الحَقيقِيُّ هو أَنْ يَعيشَ الإنْسانُ ناسِيَاً رَبَّهُ، وَيَضْرِبَ بِعُرْضِ الحائِطِ الميثاقَ الذي يَرْبِطُهُ بِاللهِ تَعالى وَيَنْسى عَهْدَ العُبودِيَّةِ لَهُ سُبْحانَهُ، وَيَنْسى أَنَّ الدُّنُيا فانِيَةٌ وَيَتَجاهَلَ الحِسابَ والميزانَ والآخِرَةَ. وَمِنْ أَجْلِ أَنْ لا نَكونَ مِنَ الذينَ نَسُوا أَنْفُسَهُمْ يُحَذِّرُنا اللهُ تَعالى بِهَذِهِ الآيَةِ الكَريمَةِ: "وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"[2].

إِخْوانِيَ الأَفاضِلُ!

أَرْسَلَ اللهُ تَعالى إِلَيْنا القُرْآنَ الكَريمَ لِيُعَلِّمَنا واجِباتِنا ومَسْؤولِيّاتِنا. وَكِتابُنا العَزيزُ لَهُ اسْمٌ آخَرُ ألا وَهُوَ الذِّكْرُ الحَكيمُ. فَالقُرآنُ هُوَ الكِتابُ الذي يُذَكِّرُنا بِما يَجِبُ عَلَيْنا أَنْ لا نَنْساهُ، وَهُوَ السِّراجُ الذي يُنيرُ طَريقَنا. يَكْفي أَنْ نَتَمَسَّكَ بِهِ وَنَفْتَحَ لَهُ قُلوبَنا وصُدورَنا وأَذْهانَنا وحَياتَنا.

وَأَرْسَلَ اللهُ تَعالى إِلَيْنا نَبِيّاً خاطَبَهُ بِهَذِهِ الآيَةِ الكَريمَةِ: "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ"[3]، وأَرْسَلَ إِلَيْنا نَبِيَّاً يَتَمَتَّعُ بِأَحْسَنِ الخُلُقِ، وَيُذَكِّرُ المُؤْمِنينَ بِرَبِّهِمْ وَيَدُلُّهُمْ على الطَّريقِ المُسْتَقيمِ. لَقَدْ أَكْرَمَنا اللهُ تَعالى بِسَيِّدِنا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الذي عَلَّمَنا الحَقَّ والحَقيقَةَ وَعَلَّمَنا ماهِيَّةَ الحَقِّ والباطِلِ والسّيِّئَةِ والحَسَنَةِ. حَسْبُنا أَنْ نَتَّبِعَ سُنَّتَهُ الشَّريفَةَ ولا نَحيدَ قَيْدَ شَعْرَةٍ عَنْ قُدْوَتِهِ التي لا نَظيرَ لَها، وَنَجْعَلَ حَياتَنا مُبارَكَةً بِرَسائِلِهِ المُحَمَّلَةِ بِالرَّحْمَةِ. فَرَضَ اللهُ تَعالى عَلَيْنا الصَّلاةَ والأُضْحِيَةَ والحَجَّ والزَّكاةَ والصَّوْمَ وجَميعَ العِباداتِ حَتّى نَتَذَكَّرَهُ في كُلِّ زَمانٍ ومَكانٍ. حَسْبُنا أَنْ لا نَنْسى أَنَّ العِباداتِ تُقَرِّبُنا مِنَ اللهِ تَعالى وتَجْعَلُنا مُكْرَمينَ عِنْدَهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى. 

إِخْوانِيَ الأكارِمُ!

إنَّ الذينَ يَعيشونَ حَياتَهُمْ غافِلينَ عَن اللهِ تَعالى يَنْساهُمُ اللهُ في الدُّنْيا والآخِرَةِ. وَمَنْ يُنْكِرُ اللهَ في هَذِهِ الدُّنْيا يَحْرِمْهُ اللهُ تَعالى مِنْ رَحْمَتِهِ في ذَلِكَ اليَوْمِ العَظيمِ. فَفي يَوْمِ المَحْشَرِ الذي لا يَجِدُ فيهِ الذينَ وَقَعوا أَسْرى في يَدِ الدُّنْيا مَلْجَأً غَيْرَ رَحْمَةِ اللهِ تَعالى يُخاطِبُهُمُ اللهُ تَعالى كَما هُوَ وارِدٌ في هَذِهِ الآيَةِ الكَريمَةِ: "وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ"[4].

إِخْواني!

تَعالَوْا لا نَنْسَ وَ لا نُهْمِلْ مَسْؤولِيّاتِنا تِجاهَ رَبِّنا وأُسْرَتِنا ومُحيطِنا في هَذِهِ الدُّنْيا القَصيرَةِ. تَعالَوْا لا نَنْسَ أَنَّ ما يَجِبُ عَلَيْنا فِعْلُهُ هُوَ أنْ نَعيشَ بِما يُرْضي اللهَ تَعالى، وأَنْ لا يَغيبَ عَنْ أَذْهانِنا أَنَّ الغايَةَ مِنْ وُجودِنا هُوَ الإِسْتِعْداَدُ لِذَلِكَ اليَوْمِ العَظيمِ. تَعالَوْا لا نُهْمِلِ العِباداتِ التي هِيَ تَعْبيرٌ عَنْ شُكْرِنا للهِ تَعالى عَلى النِّعَمِ التي وَهَبَها لَنا. تَعالَوْا نُمْضِ حَياتَنا وَنَحْنُ على وَعْيٍ بِأَنَّ اللهَ تَعالى يَرانا في كُلِّ حينٍ ويَعْلَمُ كُلَّ تَحَرُّكاتِنا ويَسْمَعُ كُلَّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ أفْواهِنا. تَعالَوْا لا نَنْسَ أنَّ السَّكينَةَ الأبَدِيَّةَ مُرْتَبِطَةٌ بِالعُمُرِ الذي نَعيشُهُ بِما يُرْضي اللهَ تَعالى.

إِخْوَتي!

أَخْتِمُ خُطْبَتي بِهَذِهِ الأدْعِيَةِ التي عَلَّمَنا إيّاها رَبُّنا سُبْحانَهُ وتَعالى في كِتابِهِ الكَريمِ:

"رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا"[5].

"رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ"[6].

"رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ. رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ"[7].



[1] الترمذي، صفات القيامة، 59.
[2] الحشر، 59/ 19.
[3] الغاشية، 88/ 21.
[4] الجاثية، 45/ 34.
[5] البقرة، 2/ 286.
[6] آل عمران، 3/ 8.
[7] آل عمران، 3/ 193-194.
                                               من إعداد المديرية العامة للخدمات الدينية

Hiç yorum yok:

Yorum Gönder

İMAN - İTAAT

İMAN- İTAAT Bizler bazı şeyleri ya yanlış anlıyoruz yada işimize öyle geliyor o şekilde kullanıyor, davranıyor , savunuyoruz. Alla...